الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أهل العلم من يجعل التلفظ بالنية بدعة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد: وكان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر ، ولم يقل شيئاً قبلها ولا تلفظ بالنية البتة، ولا قال أصلي لله كذا مستقبل القبلة أربع ركعات إماماً أو مأموماً، ولا قال أداء ولا قضاء ولا فرض الوقت، وهذه عشر بدع لم ينقل عنه أحد قط بإسناد صحيح ولا ضعيف ولا سند مرسل لفظة واحدة منها البتة، بل ولا عن أحد من أصحابه، ولا استحسنه أحد من التابعين ولا الأئمة الأربعة، وإنما غر بعض المتأخرين قول الشافعي رضي الله عنه في الصلاة إنها ليست كالصيام، ولا يدخل فيها أحد إلا بذكر، فظن أن الذكر تلفظ المصلي بالنية، وإنما أراد الشافعي بالذكر تكبيرة الإحرام ليس إلا... إلى آخر ما أورده.
ومع هذا، فإن من أهل العلم من استحب التلفظ بالنية، ومنهم من استحبه للموسوس، ولكن المعتمد الكراهة مطلقاً، وراجع في هذا فتوانا رقم: 11235.
وعليه، فالأفضل للمصلي، سواء كان مؤدياً أو قاضياً حاضراً أو مسافراً أن لا ينطق بنية ما يريد، وإنما يكتفي بإرادة الصلاة، فإن النية محلها القلب، وليست مفتقرة إلى لفظ.
وبالنسبة لجمع الصلاة، فقد اختلف فيما إذا كان مفتقرا إلى نية أم لا؟ كما بيناه في فتوانا رقم: 10777.
وعلى القول بأنه لا يفتقر لنية فواضح، وعلى أنه مفتقر إليها، فيكفي أن يعزم الشخص على أنه سيجمع الصلاتين، ولا يحتاج ذلك إلى النطق.
والله أعلم.