الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وشأن المسلم فيها الصبر على أقدار ربه جل وعلا، قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون {البقرة: 155-156-157}، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
وعلى هذا.. فالذي ننصحك به هو اعتبار هذا الأمر مصيبة نزلت بك، فعليك مواجهتها بالصبر، ولعل الله تعالى أراد بك خيراً في عدم إتمام هذا الزواج من هذه المرأة، والذي جعلنا نرشدك إلى هذا هو أنه لا جدوى من إصدارنا فتوى في المسألتين، نعني مسألة الطلاق والمال المقدم إلى تلك المرأة، وذلك لأن القاضي أصدر حكمه لصالح المرأة وأهلها وهم متمسكون بالحكم الذي وقع لصالحهم، وبالتالي فإنهم لا ينظرون إلى فتوى تخالف ذلك، مع أن مسائل المنازعات والمناكرات لا تفيد فيها الفتوى بل لا بد فيها من حكم القاضي الشرعي.
والله أعلم.