الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم ما يفرح به الشيطان هوأن ينزغ بين أهل الإسلام ويفرق بين القريب وقريبه، ويغرس بينهم العداوة والبغضاء، ولا يستجيب لدعوته ويتبع خطواته إلا ضعفاء الإيمان، أما المؤمنون الصادقون فيعلمون أن الدنيا لا تستحق أن يغضب الإنسان من أجلها، ولا أن يقطع رحمه التي أمر الله بوصلها، ولذا فإننا نتوجه بالنصح الصادق لك ولإخوتك بأن تتجاهلوا ما مضى وتفتحوا صفحة جديدة ترضي الرحمن وتغضب الشيطان، وتذكروا جميعا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع رحم. والحديث رواه مسلم والترمذي وأبو داود واللفظ له من حديث جبير بن مطعم. وكفى بهذا الحديث رادعا لمن يخشى الله تعالى ويتقي سخطه.
واعلم أخي أنك إن فعلت ما أمرك به الشرع من الصلة ثم قطعوك فقد فعلت ما عليك والإثم عليهم هم. وعلى إخوانك أن يقومو بحق الصلة ولو كان ذلك بدون علم إمهم إن خافوا غضبها، وليس من حق الوالدين أن يأمرا بالقطيعة والمعصية.
والله أعلم.