الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه السائل الكريم إلى أهمية الاكتفاء بما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففيهما غناء عن غيرهما، والواجب على المسلم التسليم والخضوع لما فيهما، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، وقال الله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور:51}، وقال تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {العنكبوت:51}.
وبخصوص ما سألت عنه فإن المسجد له مكانة عظيمة في الإسلام، وتفصيل هذا الموضوع مع بعض الأدلة من الكتاب والسنة مذكور في الفتوى رقم: 57626، والفتوى رقم: 34074.
وقد ذكر الشيخ محمد لود بن أحمد فال في نظمه لآداب المسجد بعض فوائد عمارة بيوت الله تعالى حيث قال:
فاقعد به ملتمسا سكينته * بركة وقاصدا عمارته
بالذكر والقرآن والصلاة * وغير ذلك من الطاعات
ولتفيد عامريه وتزيد * سوادهم والعلم منهم تستفيد
وتترهب بكفك جوا * رحك عن مطلوب نفس وهوى
وقال الناظم أيضاً:
عليك بالمسجد واحذر من شهود * كنيسة النصرى وبيعة اليهود
ثم وللمجوس بيت النار * فإنه ملازم الشنار
والشنار أقبح العيب والعار كما في لسان العرب لابن منظور، والترغيب في حضور صلاة الجماعة والوعيد في التخلف عنها وردت في شأنه أحاديث صحيحة كثيرة، ونحيلك للتعرف عليها إلى الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5153، 1798، 28664.
ويقول الشيخ محمد مولود أيضاً في التحذير من التخلف عنها:
هم بتحريق بيوت الخالفين * عنها وحسبك إمام المتقين
ويقول الناظم منبها على أقوال أهل العلم في أهميتها:
إن الجماعة لكل رجل * واجبة ذي قدرة للحنبلي
ولابن ثور ولداود وعطا * الفذ لا تجزئه إن فرطا
والله أعلم.