الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الألفاظ المذكورة ألفاظ مترادقة يقوم بعضها مقام البعض ويعبر به عن نفس المعنى تقريبا، فمعناها في الاصطلاح إجمالا: مخالفة ما جاء في شرع الله تعالى، ولهذا جاء في القاموس الفقهي :الإثم: الذنب وجزاؤه وما يترتب عليه من عقاب، والذنب: الإثم والجمع ذنوب، وخطئ: أذنب أو تعمد الذنب، والخطيئة جمع خطايا، وقال بعضهم هي المعصية بين الإنسان وبين الله تعالى. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 26190. وأما معنى قول الله تبارك وتعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{لأنعام: 164}. فقال أهل التفسير: أي لا تؤخذ نفس بجريرة غيرها كما قال تعالى: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ {لبقرة: 286}. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وهو مبدأ من مبادئ العدالة الإسلامية الأصيلة التي ترفض ما كان عليه أهل الجاهلية الأولى وما رجع إليه أهل الجاهلية الحديثة، فيأخذون الشخص بجريرة أبيه أو أخيه ... وربما عاقبوا البلدة أو القبيلة بمجرد تهمة أحد أفرادها بالجريمة، وهو ما يشاهد في واقع الناس اليوم، والأمثلة أكثر من الحصر وأوضح من الشمس في رابعة النهار لمن يسمع أو يرى.