الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مخاطبة المصلي جائزة إذا كانت لمصلحة الصلاة كإشارة إلى بعض المخالفات التي قد تصدر عنه أثناء الصلاة، وقد دل على ذلك أحاديث منها حديث عبد الله بن بحينة قال: أقيمت صلاة الصبح فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي والمؤذن يقيم فقال صلى الله عليه وسلم: أتصلي الصبح أربعاً. رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم. وروى أحمد عن ابن عباس قال: أقيمت الصلاة وأنا أصلى الركعتين فرآني صلى الله عليه وسلم وأنا أصليهما فدنا وقال: أتريد أن تصلي الصبح أربعاً. ومنها ما رواه البخاري عن أسماء في باب صلاة النساء خلف الرجال قالت: أتيت عائشة حين خسفت الشمس والناس قيام وهي قائمة تصلي فقلت ما للناس فأشارت بيدها نحو السماء، فقالت: سبحان الله، فقلت: آية قالت برأسها أن نعم. قال الحافظ في الفتح: له حكم الرفع لأنها كانت تصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه فيدخل في التقرير.اهـ. ومنها حديث ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا مريضا من أصحابه فدخل عليه وهو يصلي على عود، فوضع جبهته على العود فأومأ إليه فطرح العود وأخذ وسادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعها عنك، إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماء..الحديث رواه الطبراني وصححه الألباني في السلسلة.
والله أعلم.