الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قول الناس(الله) بعد قراءة المقرئ ليس من هديه صلى الله عليه وسلم ولا من هدي السلف الصالح، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره قال: لقد أوتيت مزمارأ من مزامير آل داود، ولم يقل صلى الله عليه وسلم (الله) أو ما شابه؛ بل كان يتأثر بالقراءة صلى الله عليه وسلم ويبكي كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنه قرأ على النبي صلى الله من سورة النساء قال ابن مسعود: فرفعت رأسي فرأيت دموعه تسيل. ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 14628. وكذلك يكره رفع الصوت في المساجد ولو بالذكر وهو مذهب المالكية، وكرهه الحنابلة والحنفية إن شوش على المصلين؛ كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 13776، 30802. وأيضا الأصل أن الذاكر يناجي ربه، والله تعالى وسع سمعه الأصوات، فينبغي أن لا يجهر بالذكر فوق ما يسمع نفسه، قال الله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ {الأعراف:205}. وقال صلى الله عليه وسلم: أربعو على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، تدعون سميعا بصيراً قريبا. متفق عليه عن أبي موسى الأشعري.
والله أعلم.