الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى المشار إليها هديه صلى الله عليه وسلم في الأكل والشرب، فكان صلى الله عليه وسلم يأكل من الحلال الطيب، لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا، وإذا ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أكل الأشياء المذكورة أو غيرها فإن ذلك لا يعتبر سنة يطالب المسلم باتباعه فيها، لأن ذلك من أفعال الجبلة كالقيام والقعود، كما هو مقرر في أصول الفقه. قال العلامة سيدي عبد الله الشنقيطي في المراقي:
وفعله المذكور في الجبله * كالأكل والشرب فليس مله
أي ليس شريعة وسنة نتأسى به فيها، بل هو للإباحة، ولو فعله المسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعله فإن ذلك دليل على محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات عند الله تعالى.
والله أعلم.