الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعدم الخشوع والبكاء عند الدعاء قد يكون راجعاً لقسوة القلب التي ترجع إلى عدة أسباب من أهمها المعاصي والذنوب.
قال ابن القيم في مدارج السالكين: فالقبائح تسود القلب وتطفئ نوره، والإيمان هو نور القلب، والقبائح تذهب به أو تقلله قطعاً، فالحسنات تزيد نور القلب، والسيئات تطفئ نور القلب. انتهى، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 47474.
ومما يعين على علاج قسوة القلب الإحسان إلى اليتيم كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حيث قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؛ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير. وراجع المزيد من علاج قسوة القلب في الفتوى رقم: 17323، والفتوى رقم: 36116.
وليس من الواجب البكاء عند الدعاء أو الاستغفار. إضافة إلى أن مغفرة الذنوب أمر غيبي لا يمكن للإنسان الاطلاع عليه، بل ينبغي أن يجد ويجتهد في تحصيل أسباب تلك المغفرة، والشعور بعدم الندم على المعصية عند الاستغفار دليل على نقصان التوبة وعدم اكتمال شروطها، وراجع الفتوى رقم: 44933، والفتوى رقم: 27710.
وأما أسباب غضب الله تعالى على الشخص فهي كثيرة، وجماع هذه الأسباب يرجع إلى أمرين: الأول: فعل الذنوب والآثام. الثاني: ترك الواجبات والفرائض. وكل أمر منهما يجمع ما لا حصر له من الأمثلة نسأل الله العفو والعافية ونعوذ بالله من سخط الله.
والله أعلم.