الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
وبناء عليه؛ فإنا نوصيك بالدعاء في أوقات الاستجابة والاستعانة بالصلاة، فادعي الله أن ييسر أمرك ويرزقك زوجا صالحا يرتضى دينه وخلقه، وحاولي تبيين الحكم لأبويك في عدم رد الخاطب المرضي الدين والأخلاق، وراجعي الفتوى رقم: 8799 والفتوى رقم: 10426 والفتوى رقم: 32981.
واعلمي أن إرضاء الأم من آكد الواجبات ما لم يكن في إرضائها ما يسخط الله تعالى كما قدمنا في الفتوى رقم: 17754. وعليه؛ فاحرصي على إكمال دراستك وجدي واجتهدي فيها إرضاء لأبويك إن لم يكن في الدراسة محظور شرعي كالاختلاط الذي لا يمكن التحرز منه أو فرض السفور أو ما أشبه ذلك، فإذا وجد مانع شرعي فإن عليك إقناعهم بسبب تركك للدراسة وهو البعد عن الوقوع في الحرام، وحاولي إكمال الدراسة بطريق التعليم عن بعد الذي أصبح موجودا في بعض البلدان عن طريق الانترنت، وراجعي في حكم التعليم بالمدارس المختلطة الفتاوى التالية أرقامها: 5310 و 53912 و 31277 و 50982.
ونوصيك بمجاهدة نفسك في العمل بما يرضي والديك حتى ولو لم تكوني ترتاحين له فإن في إرضائهما رضى الله سبحانه وتعالى، ومن رضي الله عنه وأحبه حقق له جميع طموحاته وأعطاه ما يريد وأمنه مما يخاف.
واعلمي أنه لا غضاضة على البنت في العيش بمزاج أبويها فإنهما رحيمان بها وإنما يريدان مصلحتها وقد يكونان على علم ببعض ما يخفى عليها من مصالحها، واعلمي أن الرزق بيد الله وقد ضمنه لعباده وكتبه لهم وهم في الأرحام ولم يجعله متعلقا بشهادة ولا وظيفة، فقد قال تعالى: وَمَا مِن دَآبة في الأرض إلا على الله رزقها {هود:6}.
واعلمي أن الله كريم قدير خزائنه ملأى من كل شيء، وهو يجيب دعاء من دعاه ولا سيما في حال الاضطرار وفي أوقات الإجابة وأماكنها، ولا يمنع استجابته بسبب عدم إكمال الدراسة أو عدم العمل، ويمكنك الاطلاع على أسباب إجابة الدعاء عندما تبحثين في فتاوى الموقع عن كلمة: ( استجابة الدعاء ).
ثم إننا ننبه إلى أن المرأة قد كرمها الله تعالى وفرض رعايتها على المجتمع فأوجب على الوالد نفقتها في حال صغرها، فإذا تزوجت وجبت نفقتها على زوجها، فإذا أعطاها الله أولادا أصبحت ملكة عليهم يجب عليهم إرضاؤها وطاعتها وتكريمها، وبالتالي فإن من تزوجت فقد تسببت في التكريم والكفالة إذ يجب على زوجها القيام بذلك ويزداد الأمر إذا أكرمها الله بالأبناء.
ومع هذا؛ فإنه لا مانع من دراستها وعملها ما لم يترتب على ذلك محظور شرعي، وراجعي موضوعي عمل المرأة وتعليم المرأة في البحث الموضوعي بفتاوى الشبكة.
والله أعلم.