الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعوة إلى الله تعالى في المجتمعات الريفية لا تختلف عن الدعوة في غيرها من المجتمعات في الجملة، إلا إنه يراعى في أهل الريف محدودية ثقافتهم، وضعف مستواهم التعليمي مما يجعل الداعية يستخدم من العبارات ما يتناسب مع قدراتهم الذهنية، ولهذا قال ابن مسعود: ماأنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. وعلى هذا، فإن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها دعوة هؤلاء إلى الله هي: أولا: دعوتهم إلى تحقيق التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده. ثانياً: دعوتهم إلى تعظيم الآمر الناهي وحبه سبحانه، ومن ثم الاستقامة على منهجه، وهذا في الحقيقة من ثمرات تحقيق التوحيد: ثالثاً: تعليمهم فروض الأعيان وحثهم على أدائها. رابعاً: تحذيرهم من كبائر الذنوب وسائر المحرمات ليجتنبوها. خامساً: تحذيرهم من البدع وحثهم على الاعتصام بالسنة. سادساً: تعليمهم سيرة النبي وإبراز جوانب القدوة في حياته صلى الله عليه وسلم. سابعاً: إحياء الربانية فيهم وحثهم على التأله والتعبد لله بفضائل الأعمال. ثامناً: تثقيفهم بما يحاك لأمة الإسلام من مكايد، وإعلامهم بأصدقاء الأمة وأعدائها، حتى تتحقق فيهم عقيدة الولاء والبراء. هذا، وننصح كل من يدعو إلى الله تعالى بتقوى الله في خاصة نفسه، فما أسوأ الداعية المتهتك، كما ننصحه بالرفق في دعوتهم وأمرهم ونهيهم، وننصحه بالصبر على ما قد يناله من أذى في نفسه أو بدنه. وعليه بالتواصل والارتباط مع بعض أهل العلم من الدعاة والمربين ليتابع عمله ويفيده بخبرته في حل ما قد يعترضه من مشكلات.
والله أعلم.