الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن خلال السؤال يتبين أن المرأة ناشز، وقد تقدم في معاملة الناشز فتاوى سابقة منها الفتوى رقم: 17322.
فإن لم ينفع معها ذلك، ورأيت أن تطلقها دون استرجاع ما قدمت لها من مهر فلك ذلك، ولك أن تعضلها حتى تفتدي منك وهو ما يسمى الخلع، ويستحب لك أن لا تأخذ منها أكثر مما أعطيتها.
ولا يفوتنا هنا أن نشيد ببرك لأمك وطاعتك لها لا سيما وهي في هذا السن، ونزف لك هذه البشارة من كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ {الأحقاف: 15-16}.
وقال صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
والله أعلم.