الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في الزواج من هذه الفتاة النصرانية، ولو لم تسلم، فالزواج من الكتابية جائز بنص الكتاب العزيز، قال تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ {المائدة: 5}، وتؤجر إن شاء الله على نيتك إدخالها في الإسلام.
أما سؤالك عن الأفضل، فلا شك أن الزواج من المسلمة ذات الدين والخلق هو الأفضل، وهو الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذكرته من إسلام المرأة واستقامتها ونحو ذلك كلها أمور مرجوة قد لا تتحقق.
يبقى أن ننصح الأخ وفقه الله، وزاده التزامًا وتمسكًا إلى بعض الأمور:
أولها: أن لا يتساهل في موضوع المكالمات مع الفتيات على الإنترنت أو غيره، فإن هذا باب شر، فربما كانت النية سليمة في أول الأمر في حديث مع فتاة، ثم تغيرت النية وقادت إلى ما لا يحمده عقباه.
ثانيها: أن لا يتسرع في موضوع الزواج، وأن لا يكون اختياره للزوجة على أساس محادثة عبر الإنترنت، بل عليه أن يستشير أبويه ومن له خبرة وتجربة، ويستخير الله تعالى قبل الإقدام على هذا الأمر.
ثالثها: أن يتعرف على الفتاة عن طريق الثقات، فإن الخداع كثير في الشبكة، والزواج ليس أمرًا سهلًا يتخذ فيه القرار بهذه الطريقة.
الحاصل أنه يجوز لك الزواج بهذه الفتاة، ولك أجر في إعانتها على الإسلام ودعوتها إليه، والأولى أن تتزوج بامرأة مسلمة متدينة، وينبغي لك أن تستشير وتستخير في أمر الزواج، وأن تحذر من حبائل الشيطان في هذه الشبكة عافانا الله وإياك من كل مكروه.
والله أعلم.