الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما اكتشفته من التصرفات في عائلتك تنافي الدين والأخلاق والفطرة السليمة، وسبب هذا هو الابتعاد عن الدين وعدم معرفة ما أنزل رب العالمين، ولا يجوز لك أن تقر هذه الأعمال أو تسكت عليها، وإلا صرت مشاركا لهم في الإثم، فإن من يقر الخبث في أهله يسمى ديوثاً، وفي الحديث: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد.
فواجبك هو إنكار هذا المنكر، ومراتب إنكار المنكر ثلاثة هي: التغيير باليد إن أمكن، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك، كما جاء في الحديث. والإنكار بالقلب هو أضعف الإيمان، ولا يعفى منه مسلم، وقد قال صلى الله عليه سلم عن الإنكار بالقلب: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
وعليك بذل النصح لهم فإن الدين النصيحة، قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. فلتقم بصلة هؤلاء الأقارب تنصحهم، وبين لهم أن الذي هم عليه يغضب الله ويجلب سخطه ومقته، ولا تيأس من صلاحهم، فإن الهداية بيد الله، فلعل الله يهديهم على يديك.
كما أن لك هجرهم إذا رجوت أن يؤثر فيهم، فإن الهجر علاج يستخدم إذا كان نافعاً، ولا يعد من قطيعة الرحم إذا كان بهذه النية، كما أنه ينبغي لك أن تحرص على دعوة الصغار من العائلة الذين لم تتلوث قلوبهم وأخلاقهم بهذه الأفعال المشينة، وكذا من يستجيب لك من الكبار، وتكون مثلا لهم في استقامتك وصلاحك، وستكون العاقبة لكم في النهاية بإذن الله.
والله أعلم.