الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يتعين على المسلم التمسك بدينه والالتزام بجميع ما ثبت شرعا، وأن لا يتأثر بكثرة الهالكين، وليعلم أن ذلك هو السبيل الوحيد المضمون لتحقيق طموحاته في الدنيا والآخرة.
واعلم أن الكفار يتعين الحرص على هدايتهم والابتداء في الحديث معهم بالدعوة للإيمان والتوحيد، لما في حديث معاذ في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فليكن أول ما تدعو إليه شهادة أن لا إله إلا الله... فلا تهتم بإقناع أحد منهم بمسألة من مسائل الدين الجزئية، بل ادعهم للإيمان، وأَشعرهم عمليا أن تمسكك بدينك أمر لا يقبل النقاش، وأنك مسلم ملتزم لا تخالف تعاليم دينك التي منها عدم الاختلاط المحرم بالأجنبيات ومصافحتهن، وأن هذا أمر تتعبد به الله ترجو ثوابه وجنته والسلامة من ناره، وأنه ليس من الشكليات في نظرك.
وأما المسلمون الذين معك فادعهم للتمسك بالدين والتوبة والبعد عن المصافحة، وبين لهم مخاطر مس النساء الأجنبيات.
وأما مسألة دق الكؤوس فنرجو منك إيضاحها حتى نتمكن من جوابها بدقة، وإذا كنت تعني أن الأصدقاء الجالسين يدق أحدهم بكأسه كأس زميله دقا خفيفا ثم يشرب، فإن شرب ما بالكأس مباح إن لم يكن فيه مسكر، وأما المسكر فهو حرام، وأما الدق فإنه سمة من سمات شاربي الخمر فيتعين على المسلم البعد عن مشابهتهم، وراجع في التهنئة بالأعياد ومسألة المصافحة والأحاديث في خطورة مس النساء وضرورة التمسك بالدين مهما كانت الظروف، وفي أهمية البداءة في الكلام مع الكفار بدعوتهم للإيمان الفتاوى التالية أرقامها: 26883، 59396، 31768، 47106، 53773 .
والله أعلم.