الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالهجر يقول عنه العلماء بأنه علاج، ولا يصار إليه إلا إذا تحقق أو غلب على الظن أن هجر المهجور أنفع - في الجملة - من وصله، فإن كان العكس لم يشرع الهجر
فإذا كان هجر هذه البنت سوف يؤثر عليها ويصلحها فيطاع الوالد في ذلك ويحرم مخالفة أمره ، فإن الهجر مشروع لأهل المعاصي إذا رجي أن يردعهم ويردهم إلى جادة الصواب ، فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من أصحابه هم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم حين تخلفوا عن غزوة تبوك، وأمر الصحابة أن يقاطعوهم ويهجروهم فامتثل الصحابة رضي الله عنهم لذلك ، حتى أن أبا قتادة ابن عم كعب بن مالك لما تسور عليه كعب حائطه وسأله هل تعلم أني أحب الله ورسوله لم يجبه، وعندما ناشده بالله أن يجيبه قال: الله ورسوله أعلم
وأما إن كان هجرها يؤدي إلى فسادها وضياعها ولا يردعها بل يزيدها عتوا وتمردا ، فينبغي مراجعة الوالد لتغيير أسلوبه معها، فربما أجدى أسلوب اللين أكثر من أسلوب العنف والهجر، فإن أصر على ما هو عليه فينبغي أن لا يشعر بما تفعله ابنته مع أختها.
والله أعلم