الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا الأستاذ ينكر أنها من القرآن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر كفرا مخرجا من الملة، ثم إن هذا الذي ذكره يرده ما ثبت من نقل جميع القراء لها بأسانيدهم المتواترة عن الصحابة الذين نقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تناقلها المحدثون والمفسرون أيضا ونقلوا سبب نزولها، فما تفتح كتابا من كتب التفسير المعتمدة إلا وجدت تفسيرها وسبب نزولها، وقد روى سبب نزولها مالك والترمذي وغيرهما، كما سبق في الفتوى رقم: 38915,
ثم إن من كان هذا مستوى حاله لا ينبغي أن تتعلم منه التربية الإسلامية. وراجع الفتوى رقم: 20215 والفتوى رقم: 30036.
واعلم أن ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم لا ينافي ما هو معروف من حسن أخلاقه، فإن الذي حصل منه إنما هو عبوس سببه حرصه على اهتداء المشركين، وكان واثقا من أنه سيلقى ابن أم مكتوم في أوقات أخرى، وهذا العبوس لم يره ابن أم مكتوم رضي الله عنه لأنه كان أعمى، ولم يُرْوَ أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بما يؤذي ابن أم مكتوم أو يجرح شعوره.
والله أعلم.