الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أصبت الحق -إن شاء الله- عندما نبهت والدتك على أن ما فعلته كان خطأ؛ لأنها أخذت من وقت إخوانها ما ليس لها فهم أحق بالسبق منها لمجيئهم قبلها.
فقد اعتبر الإسلام الأسبقية لمن سبق إلى شيء مباح لم يسبق إليه مسلم وهي قاعدة عامة، فقد روى أبو داود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به. وفي رواية: من سبق إلى مباح فهو له.
والحديث وإن كان بعض أهل العلم قد ضعفه، فإن بعضهم قد صححه، كما قال الحافظ ابن حجر في التلخيص والحافظ السخاوي في المقاصد نقلا عن الضياء في المختارة، وهو ما يوافق القواعد الشرعية العامة، ومقاصد الشريعة ومصالح الناس.
وعلى كل فلا يجوز لمسلم أن يتجاوز من سبقه ممن هو وإياه في مستوى واحد في الأحقية إلا بإذنه ورضاه ، وإلا فإن ذلك يعتبر اعتداء على حقه، ولا يجوز للمسؤول أن يقبل ذلك فضلا عن أن يفعله بنفسه أو يشجع عليه وعلى ذلك فينبغي لوالدتك أن تستسمح ممن أخذت حقهم في الأسبقية، إذا كان ذلك ممكنا وإلا فإن عليها التوبة ونرجو الله جل وعلا أن يغفر لها.
والله أعلم.