الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحياة الزوجية لا تقوم إلا على التفاهم والتعاون وأن يتحمل كل طرف الآخر في حدود الإمكان، ولذا فإننا ننصح الزوج بأن يرعى زوجته ويقوم بحقها ويراعي مشاعرها، وليتأمل الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وبين أبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك متبذلة قالت إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا قال فلما جاء أبو الدرداء قرب إليه طعاما فقال كل فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم فقال له سلمان نم فنام ثم ذهب يقوم فقاله له نم فنام فلما كان عند الصبح قال له سلمان قم الآن فقاما فصليا فقال إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولضيفك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك فقال له صدق سلمان قال الترمذي هذا حديث صحيح. وكذلك الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن معظون فجاءه فقال يا عثمان أرغبت عن سنتي قال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب قال فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بأن يقوموا بحقوق زوجاتهم مع أنهم مشغولون بأنواع من الطاعات، فكيف بمن يفرط في حق أهله وهو ينشغل بأمور مباحة أو أمور محرمة والعياذ بالله تعالى. كما ينبغي لهذا الأخ أن يتنبه إلى أن الله عز وجل جعل هجر المرأة في المضجع عقوبة لها وقت النشوز وهذا يبين مدى تأثير هذا على المرأة وتألمها به وأنه إنما يجوز إذا كان عقوبة بحق فكيف يتعمد التسبب في ذلك ثم يدعي بأنه ليس عليه ذنب، هذا مع أن هذا الهجر الذي شرعه الله قد بين العلماء أن المقصود به أن ينام معها على فراشها ويعطيها ظهره والخلاصة أننا ننصح هذا الأخ بأن يتقى الله في زوجته ويؤدي لها حقها. وعلى الزوجة أن تتحبب إلى زوجها بالكلمة الطيبة والتزين فإن ذلك مما يدفع الزوج لأن يبقى مع أهله، ثم إذا كان زوجك أثناء نظره إلى البرامج لا يشاهد حراما فيمكنك أن تلحقي به لتنامي معه في غرفة الجلوس ويزول الإشكال، وأما إن كان يشاهد ما لا يحل مشاهدته، فلا يجوز لك البقاء معه في غرفة الجلوس أثناء مشاهدته للحرام، وقومي بنصحه وتذكيره بالله.
والله أعلم.