الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة: 1}. وقال صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم فيما أحل. رواه الطبراني، وقرر أهل العلم : أن المعروف عرفا كالمشروط شرطا. وبناء على ذلك، فإذا لم تكن قد اتفقت مع صاحب المكتب على أن يعوضك عن الوقت الإضافي بمال أو إجازات، أو لم يكن هناك عرف مهني على أن من عمل وقتا إضافيا استحق مقابلا عن هذا العمل، فلا حق لك في مطالبته بهذا المقابل، لكونك في هذه الحالة متبرعا بالعمل.
وأما إذا كنت قد اتفقت معه على أن يعوضك عن الوقت الإضافي أو جرى العرف بذلك فلك أن تطالبه بحقك في مقابل هذا الوقت الإضافي، فإن أعطاك حقك، فالحمد الله، وإن لم يعطك إياه، ففي جواز أخذك له بدون علمه، خلاف بين العلماء بسطناه مع بيان الراجح في الفتوى رقم: 49905.
والله أعلم.