الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور حكم عليه العلماء بالوضع لأن مداره على بشر بن نمير، قال الحافظ: في التقريب متروك متهم. وقال ابن الجوزي في الموضوعات: أحمد بن يحيى بن العلاء يضع الحديث وبشر بن نمير أسوأ حالا منه، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة: في إسناده بشر بن نمير قال يحيى بن سعيد: كذاب يضع الحديث. اهـ. وللحديث شواهد ولكن أسانيدها هالكة وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع والراوي كذاب أتى بطامات كثيرة وقال الذهبي أتى بطامة لاتطاق ثم ساق له حديثا مرفوعا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة الإسراء وأنه رأى منه كل شيء حتى التاج قاتله الله ما أجرأه على الله. اهـ. وفي الإسناد أيضا القاسم بن عبد الرحمن وهو متروك. ولكن رواه ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن البصري مرسلاً وهذا هو المشهور. وفي معنى الحديث المذكور ما رواه الحاكم في المستدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه. لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من جد ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله تعالى. أما الآيات التي تحث على عدم الأسى على المشركين فكثيرة منها قوله تعالى: فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {المائدة: 26}. فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ{فاطر: 8}. وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْر{آل عمران: 176}. وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ {لقمان: 23}.