الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلاشك أن الانتحار من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وقد جاء الوعيد الشديد لمن قتل نفسه إلا أن يعفو الله تعالى عنه لقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 48}. وعلى أهل هذه البنت أن يكثروا لها من الدعاء بالمغفرة والرحمة.. والصدقة عنها وأعمال الخير وإهداء الثواب لها ، فقد دلت الأدلة على مشروعية ذلك، وسبقت في الفتوى رقم: 5671، والفتوى رقم: 20912. وأما الأم والابن فالظاهر أنه ليس عليهما كفارة ولأن البنت هي التي فعلت ذلك بنفسها ومجرد الشجار بينهما وبين البنت لا يجعلهما قاتلين، وينبغي لهما أن يكثرا من أعمال الخير والنوافل مع المحافظة على ما فرض الله تعالى والبعد عما حرم.
والله أعلم.