الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعهد مع الله يجب الوفاء به؛ لقوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ {النحل: 91}. وقال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {الإسراء: 34}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا دين لمن لا عهد لا له. رواه أحمد.
ولكن في العهد تفصيل وهو أنه إن كان عاهد الله على قربة وطاعة فهي نذر ويمين، وإن عاهد الله على ما ليس بقربة فهي يمين لا نذر، وإلى هذا التفصيل ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية.
وعليه؛ فمعاهدة هذه الفتاة الله تعالى أن تتزوج الرجل المذكور يستحب لها الوفاء به، فإن رأت أن الأفضل لها في دينها أن لا تتزوج من هذا الشخص فتكفر عن يمينها، ولا يلزم من وقعت في خطيئة وفاحشة مع رجل أن تتزوج به، والذي يلزمها التوبة إلى الله من هذه الخطيئة؛ بل لا ينبغي للمرأة اختيار مثل هذا الرجل للزواج، فقد حث الشرع على اختيار صاحب الدين والخلق. مع التنبيه إلى عدم جواز إقامة علاقة مع رجل أجنبي قبل الزواج. ويرجى الاطلاع على الفتوى التالية: 30003.
والله أعلم.