الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ينبغي الوفاء بها ديانة، ويجوز الرجوع عنها إذا كان في ذلك مصلحة، لأن الزواج عقد عُمْري قد يدوم الضرر فيه، فكان للخاطب والمخطوبة أيضاً حق الاحتياط لنفسيهما من الوقوع في هذا الضرر.
وأما الرجوع عن الخطبة لغير عذر فهو مكروه، لما فيه من إخلاف الوعد والرجوع عن القول، لكنه لا يحرم لأن الحق لم يلزم بعد، وراجع الفتوى رقم: 51692.
وإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق، فحاول إقناع أمك بالموافقة عليها، وذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فإن اقتنعت فذلك المطلوب، وإلا فدع هذه المرأة طاعة لأمك ، واسأل الله تعالى أن يوفقك لمن هي خير منها، وراجع الفتوى رقم: 6563.
وبخصوص ترك الخطبة بسبب الرؤى فإن ذلك لا ينبغي، وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 54768 فراجعها.
وأما مرضك فقد لا يكون له علاقة بخطبة هذه المرأة، وعلى كل حال فإننا ننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى، والإكثار من الدعاء بأن يوفقك الله تعالى لما فيه خير لك في دينك ودنياك في هذه المسألة وفي غيرها.
والله أعلم.