الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 41750، بيان عدم جواز الاستعانة بالجن ولو في الأمور المباحة. أما سرقة الجن للأشياء فهو أمر محتمل، وقد ثبت سرقة الشيطان من تمر الصدقة؛ كما في حديث أبي هريرة عند البخاري، وقد سبق في الفتوى رقم: 37885.
وأما سرقتهم باستمرار لبعض الأشياء دون بعض أو إلقاء بعضها في مكان آخر فقد يكون من باب العبث وحب الأذى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه من الكفر والفسوق والعصيان، ولهم لذة في الشر والفتن، يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة لهم. انتهى.
وقد يكون الجن موكلاً من قبل ساحر، ففي هذه الحالة ينبغي البحث عن معالج من أهل الخير والصلاح ممن لا يتعاملون مع الجن لفك هذا السحر، ولا يجوز الاستعانة بمن يتعامل مع الجن، كما هو موضح في الفتاوى المحال إليها.
والذي ننصح به هو الإكثار من الطاعات، والبعد عن المعاصي، وإخراج كل ما هو محرم من البيت، والإكثار من قراءة سورة البقرة ولو عن طريق أشرطة الكاسيت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
كما نوصيكم بذكر اسم الله عند إغلاق الحقيبة التي تحتوي على الذهب والأموال، وكذلك عند إغلاق الخزانة، فإن الشيطان لا يفتح باباً ولا يحل وكاء ذكر اسم الله عليه، كما سبق في الفتوى رقم: 33795 .
والله أعلم.