الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الأصل أن تحمل أمور المسلمين على السلامة وألا يظن بهم السوء حتى توجد قرائن تثبت وقوع ذلك منهم، فإن وجدت وكان الفاعل غير معتاد لهذا الأمر فينبغي الستر عليه؛ للحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. لكن يجب مع ذلك النصح له وتخويفه عقوبة الله تعالى، وأنه إذا لم ينته فسيبلغ عنه، فإن قبل النصح فلا إشكال، وإن لم يقبل فلا مانع من الإخبار عنه. قال النووي رحمه الله تعالى عند شرحه للحديث السابق: وأما الستر المندوب إليه هنا فالمراد به الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن هو ليس معروفا بالأذى والفساد، فأما المعروف بذلك فيستحب ألا يستر عليه.
وعل هذا؛ فينبغي نصح هذه المرأة والستر عليها وتنبيهها إلى حرمة هذا التصرف إن كان فعلا قد حصل منها أمر فيه ريبة، فإن تكرر منها ذلك وأصرت عليه فلا مانع أن يخبر زوجها بسلوكها.
والله أعلم.