الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وعجائب معجزاته ما رواه الترمذي والحاكم وابن أبي شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تظله غمامة في سفرة إلى الشام مع عمه أبي طالب، والحديث صححه بعض أهل العلم وضعفه بعضهم، ورواية أبي نعيم في دلائل النبوة: .... وملكان يظلانه.
كما ذكره أهل السيرة كابن هشام وغيره، وإليه أشار صاحب قرة الأبصار بقوله:
ثم إلى الشام مع العم ارتحل * والعمر في ثلاثة العشر دخل
فرده خوفا من اليهود * عليه أهل المكر والجحود
وعاد مع ميسرة للشام * وهو من الرحمن في إكرام
تظله الأملاك في المسير * حين اشتداد الحر في الهجير
ولم نقف على ذكر لسحابة أو غمامة كانت تظله في طريقه إلى غار حراء ولا يستبعد ذلك، وأما اسم الغمامة أو السحابة فلم يذكروه، ولن يترتب عليه شيء ما دامت المعجزة ثابتة كما صحح الألباني، ولعل السؤال عن هذا النوع من التكلف المنهي عنه والمذموم شرعاً.
والله أعلم.