الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز للمسلم أن ينشئ موقعا أو أي وسيلة تكون سببا لعرض الشهوات والطعن في الإسلام أو تشويه صورته أو الإساءة إلى المسلمين بأي وجه كان ذلك.
وحرية الرأي وإن كانت مكفولة في الإسلام فإنها لا تبيح الافتراء والكذب والإساءة إلى الله تعالى، وإلى دينه ورسله وأتباعهم، ومن فعل ذلك فهو كافر لا حظ له في الإسلام، وكذلك من أعانه ووفر له الوسائل والمنابر ليبث من خلالها سمومه وأحقاده، لأن وسيلة الشيء جارية مجراه.
وعلى أصحاب هذه المنتديات إذا فتحوا حوارات بين المتحاورين أن يكون الهدف من ذلك إظهار الحق والوصول إلى المعلومة الصحيحة.
كما يجب على المحاور احترام الآخرين ولو لم يوافقهم في الرأي ولو كانوا أهل باطل، فقد علَّم القرآن الكريم أتباعه أدب الحوار فقال تعالى: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125} وقال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {العنكبوت: 146}.
وإذا كان المسلم لا يستطيع الرد على هؤلاء بالحجج الدامغة والأدلة القاطعة فليس له أن يحاورهم، بل يترك ذلك لأهل الاختصاص الذين يستطيعون الرد عليهم وتزييف باطلهم، وهم موجودون ولله الحمد بكثرة.
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 51603، 1109، 6069، 48247.
والله أعلم.