الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أفضل من ترجم لجمال الدين الأفغاني هو الدكتور فهد الرومي في كتابه الرائع (منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير) ص 75-123، وبين حقيقة الرجل، وأصله، ونقل بعضاً من رسائله، ولقد ذكر العلامة محمد رشيد رضا في (تاريخ الأستاذ) 1/49 أن الأفغاني كان له نشاط ماسوني.
أما محمد عبده فقد ترجم له الدكتور الرومي في الكتاب المذكور (ص124-169) وذكر ترجمة مستفيضة له، وأورد ضمن الترجمة علاقة محمد عبده بكتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين، وانظر الفتوى رقم: 16414 .
هذا وننبه إلى أن المدرسة العقلية الحديثة هي في الحقيقة امتداد لمدرسة المعتزلة التي لم تستضئ بنور الوحي، وأصحابها يعظمون العقل ويقدمونه على نصوص الكتاب والسنة، وذلك بخلاف أهل السنة والجماعة الذين يجعلون العقل غير المعصوم تابعا للوحي المعصوم، بل يعتقدون أن العقل الصريح لا يمكن أن يتعارض أبداً مع النقل الصحيح، وانظر تفصيل ذلك فيما كتبه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول) أو (درء تعارض العقل والنقل).
والله أعلم.