الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك دخول غرف الدردشة الخاصة بالشواذ إلا إذا كان بنية دعوتهم، وكنت ممن يمكنه التأثير فيهم، ويشترط كذلك أن تأمن على نفسك الفتنة، وأما دخول غرف الدردشة هذه بنية الضحك عليهم فهو محرم لما فيه من الكذب والخداع ومجاراة أهل الباطل، وقد نهى الله تعالى عن الجلوس مع الظالمين فقال عز وجل: وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام:68}. وقال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء:140}. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أي إنكم إذا جلستم معهم وأقدرتموهم على ذلك فقد ساويتموهم فيما هم فيه.
فعليك أن تجتنب الدخول إلى هذه الغرف وخصوصا رؤية صورهم وأفلامهم؛ إذ أنها غالبا لا تخلو من محرم، وذلك لأن المسلم يجب عليه أن يصون نفسه وأن يبعدها عن مواطن الفتن، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.
وننصحك أيضا بأن تشغل وقتك بما يفيدك في دنياك وآخرتك، ومن ذلك استغلال غرف الدردشة في الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الخير بين الناس. وراجع الفتوى رقم: 10143.
والله أعلم.