الرغبة في الزواج هي فطرة في الأسوياء

5-4-2005 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أدرس حاليا وأنا لا أحب الاجتماع مع الناس أو التعرف والاختلاط معهم .فحياتي هي أني أصلي الصلوات الخمس جماعة ولله الحمد وأذهب إلى المدرسة ومن ثم أعود إلى البيت . هذا نمط حياتي باختصار .وأنا ولله الحمد لا أسمع ماحرم الله ولا أتكلم بما لا أعرف ومطيع لوالدي . ولكن أنا أريد أن أعف حالي بالزواج ولكن ليس لدي الإمكانية المادية فصمت ولله الحمد كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبتعد عن ما يثير الغريزه لدي ولكن يقلب على نفسي الميل إلى ذالك وأخشى على نفسي أن أقع فيما حرم ربي وأنا لا يوجد لدي إنسان أقول له مابي وأشكو له همي أو شاوره في أموري .......وأود أن أقول لكم ما في نفسي ولكن لا أريد الإطالة عليكم..أرجو منكم ياورثة الأنبياء أن تدعوا لي وأن ترشدوني وتوجهوني ...
والسلام عليكم

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله الذي حفظك وصان سمعك وبصرك عما حرمه، فكل لذات الدنيا لا تساوي شيئا إذا كان سيعقبها عذاب الله يوم القيامة، والدنيا قليلة حقيرة، وهي مهما طالت فهي إلى فناء، وبعدها الخلود في النعيم أو العذاب المقيم.

فهنيئا لك عفافك وصبرك، وأبشر برضوان الله عنك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل ليعجب من الشاب ليست له صبوة. رواه الإمام أحمد وغيره وحسنه الأرناؤوط. أي ليس له ميل وانحراف في سلوكه.

وأما بالنسبة للميل إلى النساء والرغبة في الزواج فإنها فطرة كل الأسوياء من الرجال وما تعاني منه يعانيه جل الشباب في مثل سنك، فاستمر في الصيام ولا تمل فتنقطع عنه، واسأل الله الكريم ذا العرش العظيم بذل وإلحاح أن يرزقك العفاف وأن يعجل بزواجك فإنه بالإجابة جدير، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. والتزم آداب الدعاء، والتمس أوقات الإجابة الشريفة، وانظر ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11571 و 2395 و 23599 و 17449 و 32655 و 8581.

واملأ وقتك بما ينفعك في الدنيا والآخرة ويشغلك عن تلك الغريزة، ومن أهم وأعظم ذلك حفظ كتاب الله، فأنت في سن يسهل فيها حفظ القرآن، فالتحق بمركز لتحفيظ القرآن أو اندرج في حلقة في المسجد ولو منفردا مع إمامه. وانظرالفتوى رقم: 35857.

ونم عندك ملكة القراءة، فإن القراءة تعلي الهمة، وتصرفك عن سفاسف الأمور، وابدأ بقراءة حياة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم من أي كتاب في السيرة ثم اقرأ حياة باقي الأنبياء وكذلك حياة الصحابة والتابعين.

واتخذ صحبة صالحة من الشباب الطاهر المتوضئ والتمسهم من رواد المساجد؛ فإن صحبة الصالحين تغري بالصلاح، وهي من أعظم المعينات بعد الله على الثبات على دينه.

وفقك الله وحفظك وأقر عينك بزوجة صالحة. آمين.

والله أعلم.

www.islamweb.net