الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الوالدين عظيم لا يتقدمه إلا حق الله عز وجل، كما قال سبحانه وتعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا{الإسراء: 23} وقال تعالىِ: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء: 36} وقد أكد القرآن الكريم على وجوب برهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين، فقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا {العنكبوت: 7}
فالواجب على الولد طاعة أبويه إلا إذا أمرا بمعصية فلا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، فالوالدان جعلهما الله تبارك وتعالى سببا في وجود الأبناء، ولهذا فرض عليهم برهما والإحسان إليهما، وليس ذلك من باب النوافل أو التطوع وإنما هو فرض من الله تعالى، والمؤمن يفعل ذلك امتثالا لأمر الله تعالى، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ فالواجب عليكم المحافظة على بر أبيكم والإحسان إليه، كما يجب عليكم نصيحته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وخاصة فيما يتعلق بالصلاة وأدائها في وقتها مع الجماعة في المسجد، وليكن ذلك بطريقة ودية محترمة. ولا مانع من السكن في بيت آخر بالإيجار أو غيره خارجا عن محل سكنى الأبوين، ولكن ذلك لا يسقط حقهما في البر والإحسان ووجوب النفقة عليهما إذا كانا محتاجين
ولهذا، فإن نفقة أبيكم واجبة عليكم إذا كان فقيرا وأنتم مأجورون على ذلك وعلى نفقة إخوانكم العاجزين، وللمزيد من الفائدة فنرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 49048.
والله أعلم.