الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد أن ننبه الأخت الفاضلة إلى أمر مهم أن المرء بدخوله في الحياة الزوجية يكون قد دخل مرحلة جديدة من حياته مختلفة عن ما عهده ودرج عليه في بيت أبيه وأمه كما قالت المرأة الفاضلة في وصيتها لابنتها: لو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليهما كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال. أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.
فهذه المرحلة تختلف عن ما ألفته الفتاة في بيت أهلها، وعليها أن تعلم أن هذه المرحلة مرحلة المسئولية فلم تعد الفتاة طليقة كما كانت من قبل؛ بل عانية أسيرة في بيت زوجها مأمورة بالقرار في البيت، تقع عليها مسئوليات كبيرة من حمل وولادة وتربية الأبناء والقيام على خدمة ورعاية بيت زوجها. فلا بد للفتاة أن تتكيف مع الوضع الجديد ثم بعد أن تستقر لديها هذه الأمور فلا بأس من الترفيه وتغيير نمط الحياة وكسر حاجر الملل. وهذا الأمر تستطيعين القيام به بالتفاهم مع الزوج بداية بإخباره بكونك متضايقة من الجلوس في البيت، وأنك تريدين الخروج للنزهة والاستجمام ولو بأخذ أحد محارمك لك بسيارته، كما يمكنك أن تنشئي علاقات مع جاراتك، ومع صديقاتك السابقات عن طريق زيارتهن لك، ومن الوسائل القيام بزيارة أهلك وقضاء وقت عندهم حتى تتحسن الحالة النفسية ويكون ذلك بإذن الزوج.
هذه بعض الوسائل.. والزوجان بتفاهمهما وتفهم الزوج لنفسية زوجته يستطيعان إيجاد الكثير من الوسائل، وأهم من ذلك كله الاستفادة من هذا الفراغ فإنه نعمة مغبون فيها كثير من الناس -كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك- فيمكن أن يستغل في أشياء كثيرة مفيدة من عبادة وعلم وغير ذلك.
كما ننبه الأخت إلى صمام الأمان للمسلم وهو الصبر والرضى بما قسم الله للعبد، ثم نبشر الأخت أن هذه فترة سوف تمر وسيجعل الله بعد عسر يسرا فسيأتي الأولاد ويملؤون عليك حياتك، وكذلك الزوج ستتحسن ظروفه وسيملك سيارة إن شاء الله وتنجلي هذه السحابة عن حياتكم. وفقك الله لما يحبه ويرضاه وجعلك من الصالحات القانتات الحافظات للغيب.
والله أعلم.