الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي أن يلجأ إلى الطلاق عند حدوث أي مشكلة بل الأولى السعي إلى اتخاذ الوسائل الكفيلة بتجنب الوقوع في الطلاق، وذلك بالنظر بصدق إلى الأسباب المؤدية للخلاف والبحث في حلها بما يضمن بقاء رابطة الزوجية مستمرة. ومن هنا فإننا ندعوك إلى محاولة ترضية زوجتك والصلح بينها وبين أمك وإقناع كل منهما منفردة بضرورة التعايش ، وأن تعامل كل منهما الأخرى بآداب الإسلام، ومن ذلك تنبيه أمك إلى حرمة اغتياب الناس وأذيتهم، وأن ذلك معصية خطيرة يعاقب الله تعالى عليها، ولا بأس أن تذكر لها الآيات والأحاديث الواردة في ذلك والتي ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 6710. فإن قبلت ذلك فاحمد ربك على ذلك ، وإن تمادت في سلوكها ورأيت أن إسكان الزوجة بعيداً عنها في مكان مستقل ـ وهذا حق لهاـ يحل المشكلة أو يخفف منها فافعل. وينبغي أن تدعو زوجتك إلى التحلي بالصبر وصم أذنيها عما تلقاه من حماتها، ولتقل لها إن لها في ذلك أجرا عند الله تعالى، وأمرها بمقابلة الإساءة بالإحسان فإنها إن دامت على ذلك فترة فقد يغير هذا من طبيعة أمك نحوها، وتتحول العداوة إلى حب ومودة وهذا كثيراً ما يحدث. فإن لم يفد هذا كله مع أمك ووجدت زوجتك نفسها غير قادرة على هذا السلوك من أمك وتخشى أن يؤدي ذلك إلى أمور غير محمودة فلا مانع أن تطلقها إذا طلبت منك ذلك، رفعا للضرر عنها. إذ لا ضرر ولا ضرار. علما بأنه لا تجب عليك طاعة أمك في تطليق زوجتك.