الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء لحكمة، ولا يلزم أن يكون تأخير الزواج بسبب السحر فقد يكون منه وقد يكون من غيره، وليعلم أن دعاء الأم لبنتها مستجاب بإذن الله إذا توفرت شروط الدعاء وانتفت الموانع، ففي الحديث: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد ودعوة المسافر ودعوة المظلوم. رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
فقد كان الأولى أن تدعو الأم لبنتيها وتعرضهما على من يرتضى دينه وخلقه لتتزوجا؛ كما عرض عمر بنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عن الجميع وقصته موجودة في صحيح البخاري.
وأما طلب الرقية من السحر عند من يرقي بالرقية الشرعية فهو مشروع إذا كان مستقيما في دينه ملتزما بالسنة، فقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورقى أبو سعيد الخدري شيخ الحي لما لدغ، كما في صحيح البخاري.
ولكنا ننبه على أن الرقية يشترط فيها أن لا يكون فيها ما لا يفهم معناه، ومن العجب أن يعدل الراقي عن الرقية باسم الله الأعظم الثابت في نصوص الوحي إلى كلمات لا يعرف لها أصلاً، وحتى لو ثبت أنه من أسماء الله في اللغة العبرية فهل ثبت في نص من نصوص الكتب السماوية أو عن نبي من الأنبياء، فأسماء الله توقيفية لا تؤخذ إلا عن طريق الوحي.
وأما فك السحر بالرقي الشرعية فهو جائز، وأما فكه بغير ذلك من أعمال السحرة والمشعوذين فهو محرم، ولا حرج في فكه بما جرب نفعه كالسدر والعقاقير الطبية، وأما ما لم يشهد لنفعه شرع ولا تجربة طبية فإنه يتعين توقيه؛ إذ لا يؤمن أن يكون من وحي وتلبيس الشياطين على الرقاة.ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى التالية: 6347 - 56219 - 10981 - 7852 - 5856 - 32981 - 50984 - 7682 - 39142
.
والله أعلم.