الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقولك أعلم علم اليقين الواجب والحقوق الملقاة علي تجاه والدي تغنينا عن ذكر ما لوالدك عليك من حق لأنك تعلم وتدرك ذلك.
لذا لا يجوز لك إغضاب والدك، وعليك سداد دينه وتقديمه على سائر الدائنين حتى يرضى عنك إن كان عندك ما تسدد به دينه، فربما كان في رضاه عنك ودعائه لك ما يخرجك من ديونك.
فالهروب ليس حلا، فهو غاضب عليك حتى في حال غيابك عنه؛ لذا نرى أن تقترب من والدك وتسعى في إرضائه عنك، وقبل ذلك تزيل المانع الذي يحول دون رضاه وهو الدين؛ لأن عدم تسديدك إياه حقه مع قدرتك عليه ظلم واعتداء ولو كان هو مليئا، كما ثبت في الحديث المتفق عليه. فإذا لم يكن عندك ما تقضي له دينه به فيجب عليه إنظارك حتى ييسر الله ما تقضيه به، ولا يجوز له هو في هذه الحالة سبك ولا شتمك، فالله تعالى يقول في حق المعسر: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ .
فالعلاج إذاً أن تسدد لوالدك حقه عليك إن قدرت على ذلك، فإن لم تقدر فبين له حقيقة حالك وما أمر الله عز وجل أن يعامل به مثلك، ونحن على ثقة أن والدك إذا رأى منك استشعارا للمسؤولية، وسعيا جادا في تحسين وضعك وفي أداء ما عليك من ديون، فإنه سيرق لك وسيشفق عليك، وربما سامحك في الدين الذي له بتأثير عاطفة الأبوة. فالأصل في الأب أنه إنما يغضب ويقسوعلى ابنه لأجل مصلحة الابن قبل كل شيء
والله الموفق.