الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح الأخ الكريم بأن يبعد نفسه عن العظمة والكبرياء، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. وعليه أن يتذكر أصله وضعفه، قال تعالى: خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ .{النحل:4}. وعليه كذلك أن يتذكر عاقبة التكبر والغرور، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. ثم إن التواضع سبب في العزة والرفعة والسيادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
والثقة بالنفس ليست هي الكبر ما لم يصحبها احتقار للخلق، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بقوله: الكبر بطر الحق وغمط الناس. رواه مسلم.
واعلم أن الضرب على الوجه حرام؛ لما في صحيح البخاري من رواية أبي هريرة: إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه. وقد ذكر ابن حجر في الفتح أن الضرب على الوجه حرام.
والحاصل أنك أخطأت من عدة وجوه، أولها: ما ذكرت عن نفسك من الشعور بالعظمة. والثاني: ما قمت به من العقوبة لشخص قبل أن يثبت ذنبه. والثالث: ما فعلته من الضرب على الوجه. فعليك أن تبادر إلى التوبة من كل ذلك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ومن تمام توبتك أن تتصل بالشخص المضروب وتستحل منه ولو بتمكينه من أن يقتص منك أو بدفع عوض له.