الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك على إخلاصك في أداء عملك، وجزاك الله خيرًا على الاجتهاد في سبيل نفع المسلمين والسعي في مصالحهم، فخير الناس أنفعهم، وقد حث الشرع الحنيف على إتقان العمل والتفاني في سبيل إخراج ما يكلف المرء به من أعمال على أحسن صورة وأكمل وجه، وقد بيّنّا فضل ذلك في الفتوى: 53372.
والمرء حينما يخلص في عمله يرجو الأجر أولًا من الله تعالى، ولا يقدح في إخلاصه أن يطلب العوض المقابل لهذا العمل في الدنيا. وحصول الحزن في القلب عند الظلم من الآخرين أمر طبيعي، ولا يعاقب المرء عليه بشرط أن لا يكون حزنه مشتملًا على ما يغضب الله تعالى -كالسخط على الأقدار، أو عدم الرضا بما قسمه الله تعالى-.
وبناء على ذلك؛ فإننا ننصح الأخت الكريمة بالمداومة على إتقان العمل والصبر على ما فيه، وإن غلب على ظنها أن لها حقًا لم تحصل عليه، فلا مانع من أن تطالب به، وتسلك في سبيل الحصول عليه السبل المشروعة، والله تعالى الموفق والهادي.
والله أعلم.