الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كتاب " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري من أعظم الكتب التي جمعت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحث على فضائل الأعمال ويرهب من رذائلها المردية، وقد انتفع به الناس قديماً وحديثاً. ولكن الحافظ المنذري لم يشترط الصحة في كل حديث يورده في كتابه، وبين ذلك في المقدمة، وذكر طريقته في التمييز بين الأسانيد الصحيحة والضعيفة التي أوردها في كتابه. ولكن كان في كلامه عن طريقته بعض الغموض والإجمال والمؤاخذات مما يجعل طالب العلم المبتدئ في حيرة من أمره، وذلك ما حدا بالشيخ المحدث الألباني أن يشتغل به، فأخرجه في قسمين، قسم للصحيح في ثلاث مجلدات، وقسم للضعيف في مجلدين، فأصبح الجميع في خمس مجلدات، فاحرص على تحصيل هذه الطبعة فإنها أنفع لك من طبعة دار الكتب العلمية المشار إليها. وأما كتب الحديث التي ندلك عليها فهي: في الآداب: " رياض الصالحين" للإمام النووي، وفي الرقائق، " الزهد" لعبد الله بن المبارك، وفي الأذكار: " الأذكار" للإمام النووي، وفي الأحكام: " بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر. وهذه الكتب أغلب ما فيها من الحديث صحيح. ونسبة الضعيف فيها قليلة جداً، وإن أردت كتاباً خالصاً من الضعيف فليكن أحد الصحيحين " صحيح البخاري وصحيح مسلم".
والله أعلم.