الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يسب المسلم ولا أن يأخذ ماله بغير رضاه لما في ذلك من الاعتداء على عرض ومال المسلم، ففي السب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق. رواه مسلم. وإذا كان هذا محرما في عامة المسلمين فهو فيمن حقه التبجيل والعشرة الطيبة كالزوجة وأهلها أولى. وفي شأن المال يقول الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}. وفي الحديث: لايحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه. رواه الترمذي.
وعلى هذا.. فإن كان ما نسبت إلى زوجك من أخذ المال والسب حقا، وكذلك الضرب إن كان لغير مسوغ شرعي فهذا أمر مخالف للشرع يجب عليه منه التوبة والاستغفار، كما تجب عليك أنت أيضا التوبة بسبب الخروج من البيت بغير إذن زوجك.
ولتعلمي أن الزوج لا يجب عليه أن ينفق على أمورك الخاصة ما دامت خارجة عن النفقة المعروفة. وعلى العموم فعليكما أن تعلما أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر وتحمل ومواجهة الصعاب والمشاكل بهدوء وروية، وليس بالشتم والضرب ومقابلة الإساءة بالإساءة، بل لا بد من الصفح ومحاولة التفاهم. فمثلا ينبغي من جانبك على سبيل الترضية وطلب الأجر مساعدة زوجك بجزء من راتبك حتى تكسبي وده بذلك، لأنه ورد في الحديث: تهادوا تحابوا. رواه البخاري في المفرد. كما ينبغي من جانبه هو أن يكرمك ويحسن إليك، وأن يكون عونا لك على صلة الرحم الواجبة وغير ذلك مما يقوي الصلة بينكما، وينمي المحبة والمودة.