الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اليمين لا تنعقد بمجرد نية القلب، بل لا بد من تلفظ اللسان بالمقسم به كقولك: والله، والفعل كقولك: لأفعلن كذا، أما إذا قلت: والله، ولم تتلفظ بالمقسم عليه فلا تكون يمينا إذ لايكفي التلفظ بأحدهما، ولا بد أيضا أن يكون اللفظ بصوت يسمع به نفسه لو كان صحيح السمع ولا عارض يمنع من السماع كاللغط ونحوه، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست ـ أو حدثت ـ به نفسها، مالم تعمل به، أو تتكلم. قال الكرماني: فيه ـ أي الحديث ـ أن الوجود الذهني لا أثر له، وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات، والعملي في العمليات.
والله أعلم.