الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلم أن يقوم بما أوجب الله عليه إلا ما عجز عنه فلا يكلفه الله به لقوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}. وعليه أن يجتنب ما حرم الله عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه. ولكن لو دار الأمر بين أن يتدرج الشخص في القيام بالواجبات وترك المحرمات وبين أن يصر على ما هو عليه، فإن عليه أن يتدرج في ذلك ويستعين بالله تعالى، وأما القيام بالمستحبات وترك المكروهات وما لا يليق من العادات فهي محل التدرج والترقي فيها، قال الله تعالى في الحديث: ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعذينه. رواه البخاري.