الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك وأن يلهمك رشدك وأن يكفيك شر الشيطان وشر نفسك، ولو كنت أصغيت إلى نصائحنا، وقرأت الفتاوى التي أحلناك عليها واستمعت إلى الأشرطة التي دللناك عليها، لوجدت ما تطلبين ولاهتدى قلبك إلى الصواب، فاقرئي تلك الفتاوى بروية وتدبري وافتحي قلبك لتلك النصائح وأسألي الله أن يهديك سواء السبيل، وإننا نضيف لك هنا أنه إن كان هذا الشاب جاداً في خطبتك كما يزعم -فأعطه رقم هاتف والدك ليتعرف عليه ليخطبك منه دون أن يخبره بالطريقة التي حصل به عليها حتى لا يوقعك في الحرج، واحذري أن تدليه على عنوان بيتك بنفسك، وما يدريك فلعله يريد أن يعرفه ليرقبك عند دخولك أو خروجك، فيتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، فاجعليه يعرف عنوان بيتك من أبيك، فيتحمل أبوك مسؤولية ذلك، فإن كان جاداً كما يدعي فسيتقدم عن طريق أبيك ، ولا تتسرعي في قبوله حتى تتأكدي من استقامته على أمر الله وحسن خلقه وتوبته من تفريطه في جنب الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا نكح إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
واقطعي العلاقة بهذا الشاب نهائياً، إلى أن يخطبك من والدك ويعقد عليك فإن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها عقدا صحيحاً، واستمعي لنصائحنا السابقة، واتق الله الذي يراك.
وأما قولك: إنك لا تقدرين على ترك هذا الشاب -فهذا من تلبيس الشيطان وتزيينه المعصية لك، فلو أنك تفكرت ماذا تقولين لله إذا قُبضت روحك وأنت تتكلمين مع ذلك الشاب؟ هل تقولين له: إن تعلقي بهذا الشاب كان أعظم في قلبي من أمرك ونهيك يا الله؟! حاشاك أن يكون الله في قلبك بهذا الهوان، وانظري الفتوى رقم: 24611.
والله أعلم.