الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستخارة مستحبة إذا طرأ للعبد أمر من أمور الدنيا مما يباح فعله، وفي الترمذي خبر: من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله تعالى ورضاه بما رضي الله له، ومن شقاوته ترك استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله. والاستخارة تكون في غير الواجب والمستحب فلا يستخار في فعلهما، أو المستحب إذا تعارض فيه أمران أيهما يبدأ به أو يقصر عليه؟ وألحق به الواجب المخير وفيما كان موسعا كالحج في هذا العام، وتكون في العظيم والحقير. وتحرم في المكروه والمحرم، لأن الأصل في العبادة إذا لم تطلب بطلانها كما قاله الشوبري. اهـ. ولا بأس بتكريرها قبل الإقدام على الأمر المستخار فيه، أما بعد الإقدام فلا تكرر كما في الفتوى رقم: 7234. ومن الاستخارة المشروعة الاستخارة في قبول الخاطب أولا، فإذا تم القبول ثم حصلت بعض المشاكل فهذا لا يعني أن الإنسان لا يستخير، ولكن حدوث مثل هذه المشاكل قد تكون له أسباب طرأت ولحكمة يعلمها الله، وينبغي أن تعالج المشكلة بحكمة، ونسأل الله أن ييسر لك الزواج منه، وننبه الأخت السائلة إلى أن الخطيب أجنبي على مخطوبة حتى يتم العقد الصحيح، فلذلك يجب عليها أن تعامله معامل الأجانب فلا ينظر إليها، ولا يختلى بها، ولا يكلمها إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة في حدود الضوابط الشرعية.
والله أعلم.