الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم هل يوم الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم المولد النبوي أو يوم المولد يوم آخر. وعلى كل فهو يوم مثل سائر أيام السنة، ليس له خاصية وشمسه كشموس جميع الأيام، وليس لها من ألوان الطيف إلا ما يوجد في بقية الأيام الأخرى، وليس لها تمايل يمينا ولا يساراً على الإطلاق.
وما ذكر في السؤال إنما هو خرافة من الشيطان، واعلم أن وصف هذا اليوم بشيء من الأوصاف التي ذكرت إنما هو من أجل إقناع الناس بتلك البدع من الاحتفال فيه، وتخصيصه بأنواع من العبادة لم يأذن الله بها، وهي بدع أحدثها الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله، وكانت لهم ستة موالد هي: المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ومولد الحسن، ومولد الحسين، ومولد الخليفة الحاضر، والاحتفال بهذه المناسبة بدعة منكرة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا من جاء بعدهم من السلف.
قال الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: لم يفعله السلف الصالح مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيراً محضا أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً. وراجع الفتوى رقم: 18372.
والله أعلم.