الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن الكذب محرم بجميع صوره وأشكاله، لما يترتب عليه من المفاسد، ولهذا جاءت نصوص القرآن والسنة محذرة منه ومن أهله. ففي القرآن يقول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة: 119} وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واللفظ لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
وتزداد حرمة الكذب أكثر إذا اشتمل على غش وخداع، وعلى هذا، فلا يجوز لك أن تقول إنك من تلك الجنسية لتحصل على موافقة أهل تلك الفتاة بالسماح بزواج ابنتهم، لما في ذلك من الغش والكذب لغير مبرر إذ لم يتعين الكذب وسيلة لذلك الأمر، ولما يتوقع من مفاسد فيما يستقبل من الزمان بينك وبين أهل هذه المرأة.
والله أعلم.