الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج همك وأن يقدر لك ما فيه خير في دينك ودنياك، وننصحك بعدة أمور:
أولها: مراعاة رضا الوالدين وجعل رضاهم عنك نصب عينيك في موضوع الزواج وفي غيره، فإن في رضاهم رضا الله سبحانه، وفي سخطهم سخطه تعالى.
ثانيها: ذكرت أن بنت خالك التي تحبها عزمت على عدم الزواج طيلة حياتها، فنرى أن تستجلي وتستوضح الأمر عن طريق النساء الثقات بحيث تتعرف على موقفها عن يقين.
فإذا وافقت على الزواج بك فيمكنك أن تصارح أبويك بالأمر وبحبك لها وتخبرهم أن سعادتك وراحتك في الزواج بها، ونرجو أن يتفهموا موقفك، فإذا تيسر ذلك قمت بفسخ خطبتك بابنة عمك ولا حرج في ذلك.
وأما إذا كان قرارها بعدم الزواج قرارا نهائيا لا رجعة فيه فنرى أن تيأس منها وتحاول نسينانها.
ثالثها: إذا لم يكن هناك سبيل إلى الزواج بابنة خالك وكانت ابنة عمك على دين وخلق ونسبة من الجمال فنرى أن تتزوج بها، لا سيما أن والديك يرغبان في ذلك، ونأمل أن تحبها بعد الزواج وتنسيك ابنة خالك.
واعلم أن الإنسان لا يحصل السعادة ويزول عنه الهم والحزن إلا إذا أطاع الله. قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل: 97}.
وقال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى {طه: 124-126}.
فاحرص على الطاعة واحذر من المعصية تنل الخير كله، وراجع الفتوى رقم: 9360 والفتوى رقم: 41347 والفتوى رقم: 12529.
والله أعلم.