الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن كان بعيداً عن الكعبة وصلى إلى جهتها بحيث يغلب على ظنه أن القبلة في الجهة التي أمامه فصلاته صحيحة، وعليه فما دمت قد اجتهدت واستعنت بالبوصلة في تحديد جهة القبلة فصل إلى تلك الجهة المذكورة ولا تلتفت إلى ما تجده في نفسك من شكوك، فإنها من الشيطان لأجل إفساد عبادة المسلم وإيقاعه في الحيرة والشك، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: وعن عثمان أنه قال: كيف يخطئ الرجل الصلاة وما بين المشرق والمغرب قبلة ما لم يتحر المشرق عمداً. انتهى، وراجع الفتوى رقم: 15355، والفتوى رقم: 2009.
ويجوز لك قصر الصلاة الرباعية والجمع بين مشتركتي الوقت، وهما: الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء بشرط أن يكون سفرك مباحا لا سفر معصية، وأن تقصد قطع مسافة لا تقل عن 83 كيلو متر ذهاباً إلى غير ذلك من الأحكام المتعلقة بقصر الصلاة في السفر والتي سبق ذكرها في الفتوى رقم: 5164، وراجع للفائدة أيضاً الفتوى رقم: 697.
والله أعلم.