الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المؤمن الصالح يذكر ذنوبه ولا ينساها، ويراها كأنها جبل يكاد أن يقع عليه، فيخشى عاقبتها أشد الخشية، ولكنه في ذات الوقت راج ربه واثق من رحمته، متعلق بعفوه متوكل عليه.
وإن كنت قد وقعت في بعض ما حرم الله من الكبائر ثم تبت إلى الله فأقلعت عن تلك الذنوب وندمت على ما قارفت وعقدت العزم على عدم العودة لتلك الكبائر أبدا فإن الله تعالى يقبل توبتك ويمحو ذنبك، بل ويبدل سيئاتك حسنات. وانظر الفتويين: 59922، 9394.
هذا، وليعلم أن البكاء من خشية الله نعمة يؤتيها الله من يشاء؛ ولكنه ليس شرطا في صحة التوبة أو قبولها.
هذا، وإن للخوف من الموت أسبابا، منها: التعلق بالدنيا وبحطامها الفاني، ومنها: الخشية من الله والحياء منه، فأحسن الظن بربك وثق بما عنده واستقم بقدر المستطاع ولا تيأس.
وأما الوساوس التي تهجم على قلبك فادفعها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وبكثرة الاستغفار، ولا تسترسل معها، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13369، . 19691، 59659، 51601.
والله أعلم.