الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجهر في صلاة النوافل المقيدة لا ليلا ولا نهارا سواء كان إماما أو منفردا؛ وإنما يجهر في نوافل الليل المطلقة إذا كان إماما، ويتوسط في الجهر إذا كان منفردا، وأما المأموم فلا يجهر مطلقا، قال علي الشبراملسي رحمه الله في حاشيته على نهاية المحتاج: وخرج بالنفل المطلق رواتب الفرائض فيسر فيها، ولعل الفرق بينها وبين النفل المطلق أنها لما شرعت محصورة في عدد معين أشبهت الفرائض فلم تغير عما ورد فيها عن الشارع، والنوافل المطلقة لا حصر لها فهي من حيث عدم العقاب عليها أشبهت الرواتب، ومن حيث إن المكلف ينشئها باختياره وأنها لا حصر لها كانت واسطة بين الرواتب والفرائض ولم يرد فيها شيء بخصوصها فطلب فيها التوسط لتكون آخذة طرفا من كل منهما، وخص التوسط بنفل الليل لأن الليل محل الجهر والتوسط قريب منه.
والله أعلم.